هل الإكزيمة حساسية؟
أهي رد فعل تحسسي؟ ليس دائمًا.

وراء الإكزيمة وحكتها وصفيحاتها الحمراء الشهيرة، نوعان رئيسيان من الإكزيمة في واقع الأمر. ليس لديهما المسببات ذاتها ولا التطور ذاته، ولا نتعامل معهما على حد سواء. النوع الأول هو رد فعل التهابي تماسي، أغلب الأحيان تحسسي، أما الثاني فأصله وراثي. كيف تعرف بالتالي ما إذا كانت الإكزيمة لديك ناجمة عن حساسية تماسية؟

الإكزيمة التحسسية التماسية والإكزيمة التأتبية

عندما تظهر الإكزيمة على مستوى الأذن بسبب قرط مبهرج، فهذا مؤشر على وجود رد فعل تحسسي تجاه النيكل الموجود في الحلية. إنه المثال الكلاسيكي لما يسمى الإكزيمة التحسسية التماسية.
تختلف هذه الإكزيمة عن النوع الرئيسي الآخر، الإكزيمة التأتبية. هذه الأخيرة غير مرتبطة بحساسية تماسية بل بتهيئة وراثية هي التأتب. التأتب هو فرط حساسية بيئية، يمكن أن يظهر على البشرة على شكل إكزيمة أو في أي مكان آخر على شكل ربو مثلًا.
باختصار، بعض أنواع الإكزيمة مرتبط فعلًا بالحساسية الناتجة عن ملامسة مادة ما أو غرض، والبعض الآخر مرتبط بفرط الحساسية من أصل وراثي.

هل الإكزيمة التي أشكو منها حساسية تماسية؟

كيف تعرف إذا كانت الإكزيمة لديك هي رد فعل تحسسي تماسي أم لا؟ إليك بعض الأسئلة التي يمكن أن ترشدك.

هل لديك تهيئة تأتبية معروفة؟

إذا لم تكشف لديك أي تهيئة تأتبية كالربو مثلًا ولم تصب يومًا بالإكزيمة، فقد تكون أمام إكزيمة تحسسية.
لكن وجود تهيئة تأتبية لا يستبعد الإصابة بالتوازي بالإكزيمة التحسسية التماسية. على العكس من ذلك، تشير بعض الدراسات إلى أن التأتب قد يشجع الحساسيات التماسية.

ما هي أماكن تواجدها؟

•    الإكزيمة التي تأتي موضعية جدًا، في مكان واحد من الجسم، غالبًا ما تكون علامة حساسية تماسية.
•    أما الإكزيمة التأتبية، فلها مواقع متعددة ومفضلة (في ثنايا المرفقين والركبتين مثلًا). لكنها غير معتادة على الأرداف أو الأعضاء التناسلية.

هل لامست مادة ما أو غرض في مكان ظهور الإكزيمة؟

يكون الارتباط واضحًا في بعض الأحيان، كما هو الحال مع القرط الذي يسبب رد فعل على شحمة الأذن، مشيرًا بوضوح إلى الإكزيمة التحسسية. لكن حذار، فرد الفعل التحسسي يمكن أن يحدث بعد اتصال غير مباشر، ما يعقد عملية تحديده. على سبيل المثال، يمكن لطلاء الأظافر أن يتسبب بعد تطبيقه بإكزيمة على مستوى الرقبة لأننا كثيرًا ما نلامس تلك المنطقة بيدينا. وقد نطور حتى رد فعل تجاه مادة لمسها شخص آخر ثم قام ذلك الشخص بملامستنا (الحالة شائعة مثلًا بين الوالدين والرضيع الذي تكثر ملامسته)! بالإضافة، تظهر الإكزيمة في غضون 24 ساعة على الأقل بعد الاتصال، مما يعقد البحث عن العامل المسؤول.

الإكزيمة التحسسية المهنية

تتطلب بعض المهن اليدوية التعامل المنتظم مع مواد تحتوي على المستأرجات: مصففو الشعر، مهن التنظيف، الخبازون، بائعو الزهور، عمال البناء... في هذه الحالة، قد تكون الإكزيمة، خاصة على اليدين، حساسية مرتبطة بمهنتك...

حالة من أصل حالتين على الأقل من إكزيمة اليد مرتبطة بالمهنة.

هل هي حساسية أم مجرد تهيج؟

يمكن أن تؤدي بعض المواد إلى ظهور أشكال مهيجة ("حارقة") من الإكزيمة هي ليست بالضرورة حساسية. هذه ظاهرة نلاحظها بشكل أساسي على اليدين، بعد ملامسة المنظفات أو مزيلات الشحوم مثلًا.

هل يمكن أن تسبب حساسية الطعام الإكزيمة؟

الإكزيمة التأتبية ليست حساسية غذائية. لكن حساسية الطعام يمكن أن ترتبط بالإكزيمة التأتبية. وهي تتجلى في الشرى الحاد و/أو في اضطرابات الجهاز الهضمي.

تحدث الإكزيمة التماسية، كما يوحي اسمها، نتيجة ملامسة مستأرج أو مهيج للجلد، وليس بسبب تذوق صنف ما من الأطعمة. من ناحية أخرى، قد تتسبب بعض الأطعمة بحساسية تماسية على البشرة عند لمسها أو التعامل معها.

هل تصيب الإكزيمة الرضيع نتيجة حساسيته تجاه الحليب؟

يعاني 2 إلى 3٪ من الرضع من حساسية تجاه بروتينات حليب البقر. يواجه معظمهم أعراض هضمية، وبعضهم أعراض جلدية، لكنها عبارة عن شرى وليس إكزيمة. إذا كان لديك أدنى شك، لا يجب أبدًا إيقاف الحليب "بانتظار أن ترى"، تحت طائلة التسبب لدى الطفل بنقص غذائي خطير. يستحسن استشارة طبيب أطفال أو حتى طبيب أمراض جلدية قبل أي إقصاء غذائي.

هل الغلوتين مسؤول عن الإكزيمة لدي؟

لا. إنه مفهوم خاطئ شائع، خال من أي أساس علمي. الإكزيمة ليست أحد أعراض عدم تحمل الغلوتين.

هل يمكن أن نصاب بالإكزيمتين التحسسية والتأتبية في آن معًا؟

نعم، هذا ممكن. لا بل يعتبر بعض المتخصصين أن التهيئات التأتبية تشجع الحساسيات التماسية. لذلك لا ينبغي إهمال احتمال الإصابة بالإكزيمة المزدوجة، وينصح باستشارة طبيب أمراض جلدية للتأكد من هذه الفرضية.