

زد معلوماتك حول الإكزيمة

يمكن أن يصيب هذا المرض الجلدي الأشخاص من جميع الأعمار. ولا شك أنك واجهته في محيطك العائلي، فهو شائع جدًا وخاصة بين الأطفال، إذ يشكو منه طفل من أصل خمسة.
غالبًا ما تكون الإكزيمة، لحسن حظنا، حميدة وغير معدية. لكن هذا لا يمنعنا من السعي إلى التخفيف من مضايقاتها وإدراك التأثير النفسي الذي يمكن أن تحدثه.
كيف تعرف إذا كنت مصابًا بالإكزيمة؟
كيف تميز الإكزيمة؟
الإكزيمة التهاب في الجلد، والالتهاب يسبب الحكة. بالتالي، فإن مؤشرها الأول هو الرغبة (الجامحة في كثير من الأحيان) في الحك. لكن الحكة ليست العرض الوحيد.
تظهر الإكزيمة على شكل صفيحات حمراء. ويلاحظ أن الصفيحات إياها غير واضحة المعالم، حيث يصعب رسم حدودها بدقة (ما يساعد على تمييزها عن الصداف مثلًا).
يتغير مظهر الصفيحات مع مرور الوقت وبحسب حدة الإكزيمة. فهي غالبًا ما تكون منتفخة أولًا، مع بثور صغيرة على سطحها تتفتح في بعض الأحيان، قبل أن تنضح وتتحول إلى قشرة. وقد تزداد أيضًا سماكة وخشونة وجفافًا شديدًا، مع بروز شقوق مؤلمة أحيانًا أخرى.
وفي حالة الإكزيمة التأتبية، ترتبط الصفيحات بجفاف الجلد.
قائمة بجميع الأعراض المرتبطة بالإكزيمة
- صفيحات حمراء (احمرار الجلد).
- حكة.
- تورم (وذمة).
- بثور صغيرة (حويصلات).
- نضح (بعد تمزق الحويصلات).
- ازدياد سماكة الجلد (حزاز).
- علامات خدش (تسحج).
- قشرة.
- جلد جاف (في الإكزيمة التأتبية).
لا تندلع أعراض الإكزيمة برمتها بالضرورة، ولا في الوقت ذاته أيضًا.
اعتمادًا على موقع ظهورها، توفر الصفيحات معلومات قيمة حول سبب الإكزيمة.
ما هي أسباب الإكزيمة؟
المسببات الرئيسية الثلاثة للإكزيمة
نذكر أولًا بأن الإكزيمة ليست مرضًا معديًا، بعكس المفاهيم الخاطئة الشائعة حول الموضوع. مع ذلك ولاتباع الحركات العلاجية الصحيحة، أسوة بوضع الأمور في نصابها الصحيح، من المجدي التعرف بدقة على أنواع الإكزيمة المختلفة.
لنبدأ بالأسباب. هناك ثلاثة مسببات للإكزيمة: تهيئة تأتبية أو حساسية تماسية أو حتى مجرد تهيج.
قد يظهر كل نوع من هذه الأنواع الثلاثة في أي عمر، ولو اختلفت أساليب التعامل ما بين إكزيمة الرضع وإكزيمة الأطفال وإكزيمة البالغين.
فرط الحساسية البيئية
قد يصاب من يعاني من حالات تأتبية بإكزيمة تعرف بالتأتبية، منذ الأشهر الأولى في حياته أغلب الأحيان. هي عبارة عن تعاقب للنوبات ولفترات الخمود يمكن أن يستمر لسنوات عدة، أحيانًا مدى الحياة (وهذا نادر). وترجع هذه الإكزيمة إلى خلل في الجلد الذي لم يعد يلعب بشكل صحيح دوره كحاجز فصار سهل الالتهاب.
لا شفاء للإكزيمة التأتبية، لكن غالبًا ما تختفي النوبات من تلقاء ذاتها بعد بضع سنوات.

ما هي هذه التهيئة التأتبية بالضبط؟
إنها فرط حساسية تجاه البيئة، وأصلها وراثي. لذلك غالبًا ما نجد أشخاصًا يشكون من التأتب في العائلة. ولا يتسبب التأتب، هذه الحساسية المتزايدة، في الإكزيمة فقط بل في الربو أيضًا وحمى الكلأ (التهاب مخاطية الأنف التحسسي).
وما الذي يسبب الإكزيمة التأتبية أصلًا؟
تسمح لك استشارة طبيب الأمراض الجلدية بتسريع التعرف على الأصل التأتبي للإكزيمة. مع ذلك، غالبًا ما يكون تحديد أسباب النوبات ذاتها أكثر صعوبة. لماذا ننعم بأشهر طويلة من الهدوء ثم تعود الإكزيمة فجأة؟ ولماذا نشبت بالأمس وليس اليوم؟ يتضح من الممارسة العملية أن العوامل المحفزة للالتهاب قد تكون عديدة جدًا، وأنها بالغالب تأتي متراكبة. بعبارة أخرى، فالمسؤول ليس واحدًا بل متعددًا.
فيما يلي العوامل المحفزة للإكزيمة التأتبية أو التي من شأنها أن تفاقمها (ليست جميعها موضع إجماع والسبب عائد إلى ما تسجله البحوث من احرازات يومية في الموضوع):
- المناخ.
- التلوث.
- تقلب درجات الحرارة.
- بعض الملابس المعينة.
- العرق.
- الضغط النفسي.
- المستأرجات.
- الميكروبات.
- الخدش.
هل ظهرت الإكزيمة على شحمة أذنك أثناء ارتدائك أقراط مبهرجة؟ لا بد أنه رد فعل تحسسي. وهل تعاني بحكم مهنتك كمصفف شعر من إكزيمة على يديك؟ لا شك أنها حساسية ناتجة عن ملامستك لمنتجات التصفيف. تنتج العديد من حالات الإكزيمة التماسية، خاصة تلك التي تظهر على اليدين، من ملامسة مكون يتم التعامل معه في إطار النشاط المهني.
يستنتج مما سبق أن بعض أنواع الإكزيمة سببه حساسية تماسية. وقد يكون المكون المسؤول مادة ما (مستلزمات الاغتسال، صبغات الشعر) أو غرضًا (آلة موسيقية، حذاء، وحتى ضمادة).
الشيء الإيجابي هو أن هذه الإكزيمة قابلة للعلاج. يكفي استبعاد العنصر المسؤول وجميع المواد التي تحتوي على المستأرج لاسترجاع الوضع الطبيعي. وبطبيعة الحال، يجب استشارة أخصائي لتحديد الحساسية وتشخيصها من خلال اختبارات الحساسية.

عدم الاستخفاف بالاتصالات غير المباشرة
تخيل أمًا تطبق على يديها إحدى الكريمات. ما هي إلا ساعات قليلة قبل أن تغطي الصفيحات الحمراء جسم طفلها. لقد طور الطفل هنا حساسية تجاه مستحضر التجميل الخاص بأمه التي تلمسه بشكل تلقائي عدة مرات في اليوم. الاتصال بالمستأرج غير مباشر في هذه الحالة لأنه حدث عن طريق الغير.
أحيانًا، يحمل الهواء المستأرج إلى بشرتنا، وأحيانًا أخرى تلتقطه يدنا (قد نصاب بإكزيمة الرقبة إذا كانت لدينا حساسية تجاه طلاء الأظافر ولمسنا منطقة العنق).
ليست كل تفاعلات الجلد تجاه مادة أو غرض حساسية تماسية، بالأخص على مستوى اليدين، حيث يحتمل أن يقتصر التفاعل على تهيج بسيط سببه المنظفات أو مزيلات الشحوم مثلًا. نكون في هذه الحالة أمام إكزيمة مهيجة.
بغياب تصنيف عالمي، يرى بعض العلماء أن الأمر مجرد التهاب مهيج للجلد، وليس إكزيمة.
فقد يكون الاحمرار أيضًا علامة تهيج بسيط، بعيدًا عن أي إكزيمة حقيقية، خاصة مع استخدام مستلزمات الاغتسال...
الإكزيمة ليست بسبب سوء نظافة، ولا بسبب عدوى، ولا بسبب طفيلي، ولا حتى بسبب ضغط نفسي (وإن كان الضغط النفسي يفاقمها).
أشهر الأمراض خلطًا مع الإكزيمة
الخلط بين الأمراض التالية والإكزيمة أمر شائع، لأن القاسم المشترك بينها وجود حكة و/أو صفيحات على الجلد:
- الجرب.
- الصداف.
- التهاب الجلد الدهني.
- بعض أنواع الفطار.
- أمراض أخرى نادرة (التهاب الجلد الحلئي، الفطار الفطراني...).
أهي إكزيمة أم لا؟ إليك أبرز الاختلافات بين الإكزيمة وتلك الأمراض.