

التبغ والإكزيمة

سرطان الرئة والثدي وعنق الرحم والمثانة، تلف الشرايين، خطر الإصابة بأمراض القلب...
تلخص هذه المقدمة وللأسف جانبًا من أصعب جوانب الإدمان العصية على التوقيف، والتي أصبحت تشكل مشكلة صحية عامة.
أي تأثيرات على الجلد؟
تأثيرات التبغ على الجلد اكتشاف حديث. وهنا أيضًا، تطول القائمة:
- تسارع شيخوخة بشرة الوجه، تجاعيد، بشرة رمادية وسميكة.
- أورام محتملة التسرطن ثم أورام سرطانية، خاصة على مستوى الشفتين ومحيط الفم.
- ظهور كيسات خلف الأذنين.
- حب الشباب.
- تأخر التئام الجروح.
وتطال تلك التأثيرات النساء أكثر من الرجال.
أي روابط مع الإكزيمة؟
الترابط بين الإكزيمة والتبغ أكثر حداثة.
يستنتج من مجموعة المقالات المنشورة في الصحافة العلمية تحرير 472 مقالة على امتداد خمسة عقود تتناول الروابط بين التبغ والإكزيمة، 250 منها في السنوات العشر الماضية فقط. بالتالي فإن العلاقة بين الاثنين واضحة جلية.
ماذا تقول هذه المقالات:
• التبغ قد يحفز نشوب طفرات الإكزيمة.
• التدخين أثناء الحمل يزيد من خطر إصابة الطفل بالإكزيمة.
• تدخين الوالدين يزيد من خطر إصابة الطفل بالإكزيمة.
• التبغ يفاقم إكزيمة اليدين.
تبدو كل هذه المفاهيم راسخة:
التبغ مادة مهيجة وملوثة، تقوم حالها حال التلوث باختراق الجلد التأتبي الذي يتمثل شذوذ حاجزه في نفاذيته المفرطة. ينتج عنه استجابة التهابية على مستوى الجهاز المناعي تسبب الإكزيمة التأتبية.
تتمثل توصيات الأكاديميين على المستوى الأوروبي في إعلام النساء الحوامل وكذلك الآباء والأمهات بالصلة القائمة بين تدخينهم ومخاطر إصابة طفلهم بالإكزيمة. إنها الفترة المناسبة لتوطيد حملة الخطابات المتعلقة بالوقاية والمساعدة على الإقلاع عن التدخين.
أما بالنسبة لإكزيمة اليدين، التي تحفزها من ناحية أخرى جميع الممارسات المهنية المسببة للحساسية والمهيجة للجلد، فإن التبغ يضيف جرعة من التهيج والشيخوخة وتأخر التئام الجروح.
السؤال المطروح حاليًا يبحث في طبيعة العلاقة القائمة بين الإكزيمة ومشكلات القلب والأوعية الدموية:
من المعلوم أن عواقب الإكزيمة تشمل اضطرابات النوم ومضاعفات القلق وتدهور احترام الذات، مما قد يؤدي إلى متلازمة الاكتئاب.
لكن ارتفاع خطر إصابة مرضى التأتب (مقارنة بغيرهم من المرضى) بحوادث القلب والأوعية الدموية هو اليوم موضوع بحوث. فهل هو مرتبط بمستوى الالتهاب بصفة مباشرة، أم مرتبط بعوامل خطورة شخصية مثل قلة ممارسة الرياضة أو النظام الغذائي غير المتوازن أو السمنة وما إلى ذلك؟ السبب غير واضح حتى الساعة، لكن ولطمأنة القارئ فإن هذا الرابط لا يخص إلا مرضى التأتب البالغين الذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي الشديد.
سواء أكان التدخين إيجابيًا أو سلبيًا، يمكنه أن يفاقم الإكزيمة وأن يزيد من خطر إصابة الأطفال بالإكزيمة.